الثلاثاء، 17 غشت 2010

في الواجهة عمود الثلاثاء 17 غشت 2010

دروسنا الحسنية
أعترف أنني لاأفهم في بعض الأحيان في بعض المواقف "ّالذي بعث". أظل أحملق فيها وأحاول عبثا أن أعثر على منطق سليم يبررها. فكرة ما تضيف إليها بعض التفسير, أو قليل تحليل يعيد لها المعنى لكي تكون, فلاأجد. قرأت في عدد "التجديد" الأسبوعي تعليقا من جريدة التوحيد والإصلاح على ماورد في جريدتنا في ركن "من صميم الأحداث" بخصوص الدروس الحسنية. ما الذي قلناه نحن بخصوص هذه الدروس, وماهو التعليق الذي ساقته "التجديد"؟
قلنا نحن بالحرف التالي في ركن "من صميم الأحداث", التالي: مع انطلاق شهر الصيام الفضيل تنطلق بالمغرب سنة دينية جميلة تحمل من الأسماء إسم "الدروس الحسنية" ومن الأوصاف وصف التقاء علماء ديار الإسلام من كل مكان في المغرب بلد تعايش الأديان. الكثيرون يعتبرون الدروس الحسنية طقسا رسميا عاديا يمر كل شهر صيام وكفى لكن العارفين قليلا بمجريات الأمور يدركون أن تلك الدروس هي رد المغرب على التطرف الذي يجتاح العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه.
ففي هذا الحدث الديني المعبر يجلس ملك البلاد أرضا ويجلس العالم الذي سيلقي الدرس فوق كرسي مرتفع لكي يعطي من خلال الإشارة الرمزية الأولى الهدف والمغزى من هذه الدروس, وهو الهدف الذي يتضح أكثر من خلال تعاقب كبار الفقهاء المتنورين على كرسي محاضراتها, ومن خلال حرص أجلة العلم في العالم الإسلامي على عدم إخلاف الموعد معها الذي يكاد يصبح بالنسبة لهم فرض عين لايسقط عن واحد منهم, بل يلزمهم جميعا بالحضور.
وقد التقطت جهات أمريكية مغازي هذه الدروس هذه السنة, واعتبرتها علامة على وعي المغرب بما يمكن أن يقدمه التفسير المتنور للدين لا التفسير الظلامي, وبقدرة إمارة المؤمنين في المغرب على جمع كل أطراف المذاهب والتصورات في ديننا ودفعها إلى الانصهار في بوتقة نقاش هادئ يعبر فعلا عن جوهر هذا الدين العظيم الذي ننتمي إليه.
ذلك رد المغرب على المتطرفين, وذلك رد المغرب على فوضى الإفتاء الكاذبة التي تجتاح عالمنا الإسلامي, وذلك تصور المغرب بكل بساطة لدينه الحنيف". هنا انتهى كلام "من صميم الأحداث", فما الذي قالته "التجديد" تعليقا على كل هذا الكلام؟ اصطفى إخوتنا في جريدة حركة الحمداوي التابعة لحزب بنكيران فقط نقطة التنويه الأمريكية بالدروس الحسنية لكي يكتبوا بالحرف " هل يحتاج المغاربة إلى تزكية أمريكا لوعيهم ومزايا هذه الدروس؟"
طبعا نفهم أن في الركن الكثير مما أثار حفيظة الإخوة لأنهم أحسوا بنفسهم مقصودين بأغلبه, فالدروس الحسنية رسالة تسامح موجهة ضد التطرف الذي يشجعونه, والدروس الحسنية مكان التقاء لعلماء أجلاء نحترمهم نحن فيما يصفهم أصحاب حركة التوحيد والإصلاح في جلساتهم الخفية بعلماء السلطان, والدروس الحسنية هي دليل على أن المغرب بلد الإسلام أولا وقبل كل شيء, وليس بلد الفساد والماخور المفتوح مثلما تحاول إقناعنا بذلك كتابات التوحيد والإصلاح والحزب التابع لها أو التابعة له العدالة والتنمية. والدروس الحسنية هي الدروس التي أتاح فيها جلالة محمد السادس لامرأة أن تجلس فوق كرسي العلم والإلقاء لكي تقول بين يدي ملك البلاد ونخبة من علماء الإسلام قولها في الدين والفقه مما لم يزدرده أهل التوحيد والإصلاح إلى يومنا هذا. لا, بل إن الدروس الحسنية حظيت "بالطلعة البهية" لواحد من قيادات التنظيم هو أحمد الريسوني يوم تم تيسير الأمر له قبل فراره الأخير من بلده إلى السعودية, بعد أن تراكمت أخطاؤه "الاستراتيجية" في نظر الإخوة ومنظريهم الكبار.
هذا عندنا أما عند التنظيم فالدروس الحسنية مثلما قال عنها قيادي إخواني أواسط التسعينيات لجريدة "الشعب" الناطقة باسم جزء من الإخوان المسلمين في مصر "هي خطة خطيرة من ملك المغرب لسحب البساط من تحت أقدام أبناء الصحوة, لذلك وجب علينا تسفيهها ووصف العلماء المشاركين فيها بكونهم علماء السلطان الذين ورد فيهم المأثور النبوي الشهير ""
إن في جهنم وادياً تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين في أعمالهم وإن أبغض الخلق إلى الله عالم السلطان ". وجاء هذا الكلام في معرض الرد على سؤال لقارئ مغربي أرسله إلى الجريدة المصرية يستفتيها في جواز الإنصات ومتابعة هذه الدروس التي تبث على التلفزيون مباشرة
لذلك كله, نفهم أن يزعج تنويهنا بالدروس الحسنية واستمرارها الإخوة هناك, وأن يختاروا من كل ماكتبنا التنويه الأمريكي بهذه الدروس لكي ينالوا منها بشكل خفي, ويرسلوا عبر انتقادهم لما كتبناه نحن, الرسالة التي تقول إن "الميريكان راضيين على المغرب تماما, وهاكو الدليل".
لدينا اقتناع كامل أن اللعب الخطير الذي يتقنه أهل الإسلام السياسي لن يؤدي ببلدنا إلى خير إطلاقا, ووقوفنا المرة بعد الأخرى عند هذه المنزلقات الدالة إنما هو من باب "وذكر" لأننا في نهاية المطاف مؤمنون بأنه ليس في القنافذ أملس. ونترك للراغبين في المقامرة بالبلد ومستقبله أن يؤمنوا هم الآخرون بما يريدون.
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
يبدو والله أعلم من خلال الإطلالة السريعة على البرامج التي اقترحتها علينا القناتان في الشهر الفضيل أن "دوزيم" سجلت تفوقا حقيقيا على الأولى في تنويع فقرات الفترة التي تسبق أو تلي الإفطار, وهي الفترة التي يعول عليها كثيرا أهل التلفزيون باعتبارها برايم تايم رمضان.
يبدو _ ولانريد هنا استباق حكم _ أن سليم الشيخ ماض نحو تفرد فعلي على حساب الأولى التي اكتفت باستنساخ ماقدمته السنة الفارطة بشكل غير مفهوم إطلاقا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق