السبت، 28 غشت 2010

مكناس قطرة ماء رجاء

باب المنصور العلج, الرابعة صباحا, اليوم الثالث عشر من رمضان. أولاد المدينة القديمة يفترشون أرض الهديم. الجو خانق للغاية. الكارطة خدامة. الرامي والبلدية. لاحديث إلا عن الماء المقطوع. مكناس هي مدينة القطع بامتياز. من هنا مر الرأس المقطوع ذات يوم من بار الميتروبول بالتحديد. وضعه مجينينة على الكومتوار حين طالبته البارميطة بأن يؤدي ثمن مااحتساه من خمر.
قالت له "خلص عاد نزيدك" حين طلب مزيدا من الجعة, فاستل من حقيبة كان يحملها معه رأس غريمه وقال لها "هادا يخلص". منذ ذلك الحين أصبح مجينينة علامة مكناسية بامتياز يعرفها الجيل الجديد أكثر مما يعرف مولاي اسماعيل الملك الذي جعل مكناس عاصمة للمغرب في يوم من الأيام
في الإسماعيلية حنق غريب هذه الأيام. المدينة الإمبرالية تعيش العطش. صنابيرها لاتجود بالماء إلا بين السابعة والنصف صباحا والتاسعة. "خص بنادم يشد الصف ويبقا فايق باش يعمر الما القهوي اللي كينزل من الروبينيات
الفجر يقترب, صوت الجامع الكبير يصل إلى هنا واضحا بامتياز "المؤدن كيهلل, والمكناسيون يستعدون ليوم عطش جديد. حتى ولو لم يأت رمضان, كان المكناسيون سيتوقفون عن شرب الماء.
باب المنصور العلج, الخامسة صباحا, الفجر أذن, العديدون دخلوا إلى منازلهم لكي يناموا. وحده مولاي اسماعيل يجلس في مكان ما في الساحة الشهيرة يتأمل مدينته ويسألها "شنو بغيتي؟" ترد "قطرة ماء فقط. رجاء يامولاي". في السرداب المؤدي إلى سراك, يبتسم السور الإسماعيلي رغما عنه, يلتفت على امتداد طوله فيصل إلى صهريج السواني. تترنح المياه الآسنة القابعة في الصهريج الشهير.
السادسة صباحا نغادر المدينة نحو مدن أخرى في صنابيرها بعض الماء وفي قلبها قليل الحنان على من يقطنونها.
مكناسة, عذرا, هاد الشي اللي عطا الله, ". .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق