الأربعاء، 18 غشت 2010

في الواجهة عمود الأربعاء 18 غشت 2010

إحزن أيها المغرب !
تحت عنوان مستفز هو "لاتحزن أيها المخزن", كتب الصحافي الجزائري أنور مالك في جريدة "الشروق" الجزائرية وفي موقعه على الأنترنيت تكذيبا لما نشرته جريدة العلم بخصوص مانشرته سابقا الجريدة الجزائرية عن رحلة أنور مالك إلى الداخلة التي عاد منها بمقالات مدفوعة الأجر انتصر فيها للأطروحة الجزائرية, وأطروحة البوليساريو وهما معا وجهان لعملة واحدة بطبيعة الحال.
مالك أثنى على مهنية "الشروق" وقال إنها نشرت بالحرف ماأرسله إليها, وعنونته بشكل احترافي وأخرجته إخراجا تقنيا متميزا, وأن مانشرته جريدة حزب الوزير الأول في المغرب ونسبته إلى جمعية الطاوجني "الصحراء المغربية" هو كلام عار من الصحة, وهو أمر خطير خصوصا وأن العلم عبر بيان الجمعية تحثدت عن عدم تمكن أنور مالك من الرد على الشروق لأنه كان نزيل أحد المستشفيات, وهو الأمر الذي نفاه الضابط الجزائري الذي ينتحل في أوقات فراغه صفة صحافي, مؤكدا أنه يتحمل مسؤولية كل سطر نشره عن الصحراء المغربية وزيارته لها.
فور انتهائي مما كتبه أنور مالك وهو ينصح المخزن ألا يحزن, وجدتني أردد "المخزن ربما, لكن المغرب يجب أن يحزن بعمق". فبلدنا المسكين الذي ابتلي بمسؤولين يقدسون الصحافة الأجنبية كان في غنى عن هذا الفصل البايخ جدا الذي أتحفنا به هذا النكرة الذي لايعترف به إلا المغرب. وبلدنا الذي خبر لسنوات طويلة أيام ادريس البصري أن الأغلفة الإشهارية ودفع الملايين من الفرنكات الفرنسية لمجلات فرنسية أو إسبانية أو أمريكية أو لمجلات إفريقية مستقرة في أوربا لكي تقوم بتلميع صورة المغرب على صفحاتها, هي عملية خاسرة من بدئها إلى الختام, لأن القارئ الذكي يعرف أن الأمر يتعلق بحملة إشهارية أولا, ولأن أصحاب تلك المجلات يغيرون كتف البندقية فور انتهاء أثر المال الذي يتلقونه من بلادنا, ويشرعون في عملية ابتزاز حقيرة مفادها "أعطونا عاوتاني وإلا سنفتح الباب أمام أعدائكم, (هذا البلد) كان من المفروض عليه أن يستفيد من كل هاته الدروس وأن يتعامل مع الأجانب من الصحافيين تعاملا مهنيا رصينا لامجال فيه .
تعامل قوامه "مرحبا بكم للعمل في بلادنا بكل حرية مع احترام ثوابت وأسس هذا البلد, تماما مثلما تفعلون في كل الدول التي تذهبون للعمل فيها, لاأقل ولا أكثر". عوض ذلك نجد للأسف الشديد تعاملا قوامه الأول والأساس البسطيلة, وصور الكارت بوسطال الكاذبة التي يعرف الصحافيون الأجانب أنها تعد خصيصا لهم, لذلك لايضعونها في اعتبارهم. بالمقابل يحرصون على أن يستمتعوا بإقامات العمل التي تتحول إلى لحظات سياحة واستجمام مدفوعة الأجر من طرف كل الجهات. وقد حكى لي زميل فرنسي من مجلة متخصصة في أخبار المشاهير, أتى لكي يغطي مهرجان مراكش السينمائي أنه لم يعد قادرا على الاستجابة لكل الدعوات التي تأتيه على امتداد النهار, والتي تنتهي كلها بهدايا ثمينة, في الوقت الذي يمضي فيه الصحافيون المغاربة الوقت متسقطين أخبار أنشطة يعرفون أنها تقام في مكان ما لكن لايعرفون إليها سبيلا.
وبمواجهة كل هذا الاحتفاء بالأجنبي الذي يرد لنا الصاع صاعات عدة, ولايحفظ خيرا ولا معروفا, بل يستغل سذاجة المسؤولين المغاربة الذي يعتقدون أنهم قادرون على التأثير على الصحافة بهذه الأساليب البدائية, نجد التعامل الغريب والقاسي مع الصحافة المغربية, التي تذهب إلى "أ ف ب" أو "لومند" أو غيرهما لكي تعثر على حوارات وتصريحات حقيقية فيها بعض المادة المهنية لمسؤولين مغاربة عن قضايا هامة للغاية تخص المغاربة. بل يحدث لنا غير مامرة أن نأخذ خبرا حيويا يخص قضية وحدتنا الترابية من صحف أجنبية أو من وكالات دولية اعتبر وزير من وزرائنا أو مسؤول يقل عنه أو يزيد أنه من الأليق والأفيد أن يمنحها هي السبق وأن يترك لصحافة بلده أن تسرق منها أو تنقل عنها مع سرد المصدر أو دونه لأن الأمر لايهم كثيرا في نهاية المطاف.
لذلك وحين تأتي هذه الصفعات من أنور مالك أو من الكتيبة الإعلامية الإسبانية أو من أصدقاء فرنسيين لنا لانتوقع مجيء الضربات منهم, نكتفي نحن بتحريك رؤوسنا دلالة أننا كنا نعرف هذا المآل, فيما يخرس مسؤولونا الذين يفتحون المجال رحبا أمام النكرات من الصحافيين الأجانب, ويوصدونه نهائيا أمام أبناء البلد, خصوصا إذا كان الصحافيون المحليون من غير ذوي الارتباطات. وهذا موضوع آخر لن يسعه بكل تأكيد حيز هذا العمود, بل تلزمه المجلدات تلو المجلدات, مما يمكن أن يكشف لكم لو اطلعتم عليه أن الكراكيز التي تحركها الخيوط الشهيرة في اللعبة الأشهر, ليست مجرد ترفيه عابر لاوجود له إلا في خيال صانعيه. هي أحيانا تكون أصدق من الصدق, وأكثر وجودا من الواقع. لذلك قلناها في البدء ونعيدها دون ملل هنا : إحزن أيها المغرب, فقد ابتلاك الله بأكثر قوم الله غباء لكي يفعلوا فيك مايريدون...
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
أن تأخذ إسبانيا على محمل الجد تبرم المغرب من تصرفات عنصرية تكاثرت في الآونة الأخيرة، وترسل وزير داخليتها إلى المغرب لتدارس الأزمة الأخيرة بينها وبين بلدنا أمر يحمل دلالات عدة أبرزها أن في إسبانيا عقلاء يعرفون أنه ليس من مصلحة أي من البلدين أن تتوتر الأجواء بينهما، لأن المستفيد من التوتر سيكون هو الإرهاب والهجرة السرية وتجارة المخدرات.
بعض العقل يننفع أحيانا بين الجيران لكي تستمر جيرتهم على أحسن مايرام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق