الجمعة، 21 يناير 2011

حب في الأزهر الشريف

لنقرأ هذا الخبر أولا وبعدها "يحن سيدي ربي": "وصف علماء في الأزهر يوم الأربعاء إقدام الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين على تطليق زوجته الثانية أسماء بن قادة حفيدة الزعيم عبد القادر الجزائري بأنه أمر شخصي، لن يؤثر في صورته أو صورة علماء الإسلام في الخارج أو الداخل، لأنه لم يرتكب فعلاً محرماً على حد قولهم.
وفيما ينظر القضاء القطري دعوي قضائية من أسماء بن قادة مطلقة الشيخ يوسف القرضاوي ضده، أثيرت العديد من الأقاويل طوال الفترة الماضية، حول أسباب الطلاق، الذي جاء بعد زواج استمر لمدة 15 عاماً، تعرض خلالها الشيخ البالغ من العمر نحو 80 عاماً للكثير من الغمز واللمز، لاسيما أن أسماء تصغره بعشرات السنين، لاسيما أن إحدي وسائل الإعلام نشرت خبراً مفاداه أن الشيخ يهددها بالترحيل من قطر وسحب الجنسية منها".
انتهى الخبر أو كاد, وليعذرنا سادتنا من الأزهريين الأفاضل, وقد تعودنا في المغرب أن نجلهم ونقدرهم لقيمتهم العلمية والدينية, ولأنهم الخريجون من الجامع الأكبر ذلك الذي نحرص إلى اليوم كلما عبرنا القاهرة على زيارته للتبرك من بركات أهله ومن علمهم الغزير. ليعذرونا بشدة, ففي دفاعهم عن الشيخ يوسف الكثير من النفاق والعياذ بالله. فالإسلام هو الذي حضنا على الرفق بالقوارير, ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هو الذي لم يكف عن نصحنا لكي نضع المرأة في بؤبؤ العين منا, فكيف يجدون مافعله الشيخ يوسف بالصغيرة أسماء شيئا عاديا وهينا ولا يسيء لصورة علماء المسلمين؟
لسنا مسيحيين ولن نكون في يوم من الأيام من المدافعين عن تحول علمائنا إلى رهبان لايمسون الجنس نهائيا, خصوصا وأننا نرى الفضائح التي تتورط فيها الكنيسة بسبب هذا الحرمان الجنسي غير المقبول, حيث تتعدد حكايات الرهبان الذين فعلوا الأفاعيل بصغار الكنيسة وأبناء الأتباع. لكننا في الوقت ذاته مع أن لايقول العالم المسلم الشيء ويأتي بالنقيض.
وحين كنت أتابع القرضاوي أو شيخ يوسف للمقربين يدعو شعب تونس للجهاد ضد خدام الصنم هبل بعد أن أسقط هذا الأخير حسبت تعبيره, كنت أقول في نفسي "سير نتا ديها غير فراسك", أو في عضو آخر يبدو أنك تمنحه من الاهتمام الشيء الأكثر من اهتمامك بماعداه. "آش داك آمعلم لشي تونس ولا لشي ثورة؟". ولا أتصور أنني كنت الوحيد في الأمر, فالمسلمون كلهم انتبهوا مع حكاية أسماء ويوسف هاته إلى أن الفرق فعلا شاسع والبون كبير بين مايقوله العلماء الأجلاء وبين مايفعلونه, خصوصا إذا كانوا يشبهون تماما في هذا الذي يفعلونه ما قد يقترفه أي جاهل منا بدينه, غير مكترث بصورته حين يقع بينه وبين زوجته أدنى خلاف.
الواقع هو أن عكس ماقاله علماء الأزهر هو الذي وقع, وصورة القرضاوي ومعها صورة مشايخ الحركة الإسلامية العالمية هي التي تضررت مما وقع بين القرضاوي وبين قادة, ولن نذهب حد ما قالته جرائد مغربية من أن القرضاوي أتى إلى المغرب لكي يبحث عن فتاة صغيرة تحلف أسماء في قلبه وفراشه, لكنا سنقول إن الرجل ملزم _ خصوصا وقد شارف التسعين من العمر _ بأن يرعوي قليلا, ويشرب بعضا من "اللويزة" لكي تهدئه, وتحد من يفاعته الجنسية التي لم تتأثر بوصوله إلى أرذل العمر بعد. لكن من ياترى يستطيع اليوم أن يقولها للقرضاوي وهو رئيس اتحاد علماء المسلمين والرجل الذي يلجأ إليه الجميع من أجل استفتائه في الصغيرة والكبيرة؟
وقد حكى لي صديق مغربي يشتغل في قناة الجزيرة _ وكنا بصدد الحديث عن مكانة القرضاوي داخلها _ أن تعليمات مشددة توجه إلى كل أطقم الأخبار في القناة بعدم مقاطعة الشيخ حين يكون بصدد تقديم تصريح تلفزيوني للقناة, وبضرورة أخذ التصريح متى أراد الشيخ ذلك. وقد تذكرت هذا الأمر حين تدخل الشيخ مؤخرا بمناسبة الحدث التونسي, واستفاض في البسملة والحوقلة والحمدلة, ثم مر إلى الحديث الطويل الممل عن هبل واللات والعزى ومناف الثالثة الأخرى, ورغم ذلك لم يستطع مقدما النشرة أن يقولا له لازمتهما الشهيرة "أدركنا الوقت, معذرة على المقاطعة", بكل بساطة لأن التوجيه التحريري الأول في القناة يقوم على تقديس هذا السيد, وبعدها كل شيء قابل للنقاش.
لذلك سيكون فعلا عسيرا حتى على أقرب المقربين من شيخ التلفزيون والنساء هذا أن ينصحه أحد, أو أن يقول له بلغة المصريين "ثلث الثلاثة كام؟". الحال سيبقى على ماهو عليه, والقرضاوي سيواصل بعد كل طلقة بائنة أو غير بائنة غزو المزيد من السبايا, ثم الاغتسال بالوضوء الأكبر فالأصغر, والتوجه إلى القناة إياها ومن هناك سيوجه دعوات الجهاد المجانية إلى كل شعوب الإسلام. ففي نهاية المطاف, هو "ماخاسر والو", فمنذ أن ابتدأت البشرية وحتى ستنتهي كانت ليوسف مع النساء قصة طويلة من الود المتبادل. ويبدو أن من أسمى القرضاوي يوم ولادته يوسف كان شخصا ذا بعد نظر كبير. واصل شيخنا الجليل, وفقك الله لما تحبه ويرضاه.
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
تسعة عشر شريطا طويلا وتسعة عشر فيلما قصيرا ستتنافس ابتداء من اليوم في طنجة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم الذي سينطلق في عاصمة السينما المغربية بامتياز. تسعة عشر فيلما فيها "الصالح" وفيها "الطالح", لكن فيها أساسا هذه الرغبة التي تنضح من ثنايا أغلبها في التوفر يوما على سينما محلية قادرة على أن تعكس وجهنا مثلما هو بإبداعية فعلية لاأثر فيها للتطفل أو التصنع, أو غيرهما من الآفات التي نعرف أنها سبب كثير من كوارثنا السينمائية.
عسى أن تكون دروة سينمانا الثانية عشر أفضل من سالف الدورات. و"ساتورن" على كل حال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق