الأربعاء، 8 شتنبر 2010

في الواجهة - عمود الأربعاء 8 شتنبر 2010

المنتخب كيعجبني !
"شفت الماتش ديال المغرب وإفريقيا الوسطى. الدراري مابيهومش" رغم ماسيقوله الكثيرون. تفاجئني هذه القدرة عند الكثيرين على الحديث عن الكرة رغم انعدام علاقتهم بها في الصغر، خصوصا لدينا نحن معشر الصحافيين. أغلب من يكتبون عن الكرة لم يسبق لهم أن داعبوا برجلهم كرة ولم يسبق لهم في الصغر أن دلفوا إلى ملاعب الكرة، لذلك تجد أن أغلبهم التقى بكرةالقدم في الكبر بعد أن داهمته نوبة غيرة مفهومة من أصحاب الكرة الحقيقيين، ولذلك أيضا لاأثق كثيرا بتحليلات زملائنا في الصحافة الرياضية باستثناء أقلام معدودة على رؤوس الأصابع تعرف عم تتحدث.
الأغلبية وجدت نفسها في هذا الميدان صدفة. وعندما تجد نفسك في ميدان ما صدفة تكون كتاباتك حول ذلك الميدان صدفوية، إن لم تكن منتمية إلى جنس "الصحافة الريالية" تلك التي تحب الريال العملة المغربية القديمة، وليس الريال الفريق الملكي الذي يشتري لاعبين كثرا بمال وفير ورغم ذلك لايحقق أي نتائج.
المهم من كل هذا أنني "شفت الدراري نهار السبت ضد إفريقيا الوسطى". فرحت أولا لأن الشماخ عميد الأسود يلعب مع الأرسنال، المدفعجية مثلما يلقبون أو "الغانرز" لهواة التفذلك باللغة الإنجليزية. ليس سهلا أن يكون عميد المنتخب الوطني لاعبا في فريق أرسين فينغر في الدوري الإنجليزي، وهذه أولى حسنات هذا المنتخب التي لاأتصور أننا قد بلغناها مع منتخب وطني آخر من قبل. "المخير فاللعايبيبة القدام كان تيلعب معا ديبورتيفو، ولا ماترا راسينغ"، لذلك علينا أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار والنظر إليه باعتباره دلالة تقدم حقيقي وقع في كرة القدم المغربية.
"شفت الدراري نهار السبت"، ورأيت تلك اللحظة العزيزة على قلوب المغاربة أي لحظة عزف النشيد الوطني مثلما قال مذيع قناة "الرياضية" مشكورا. زميلنا نسي أن يضيف أن هذه اللحظة آصبحت تعني لكل المغاربة في كرة القدم لحظات انتظار صعبة للهزيمة أو الإقصاء، لكن هذا لايهم. الأهم منه أن الجمهور ملأ جنبات الملعب بشكل مقبول مثلما قال زميله على القناة الأولى. بالمناسبة، في الرياضية كان ولد شهيبة هو الذي يعلق على مباراة المنتخب وفي الأولى كان القيدوم سعيد زدوق. بالنسبة لي ومع احترامي الكامل للصديق ولد شهيبة أرى أن هذا التقسيم في حد ذاته يقول لنا كل شيء عن حالة كرة القدم الوطنية.
في الوقت الذي كان ينبغي أن يشغل قيدومو الإعلام الرياضي الذين تربينا على وقع أصواتهم وهم ينقلون إلينا لقاءات الكرة "يامات العز" المواقع القيادية في القنوات الرياضية المراد إنشاؤها أو استحداثها ويتكلفون بتقديم لقاءات النخبة الوطنية مثلما هو جار في كل دول العالم (في فرنسا القيدومان تييري رولان وجيلاردي هما المكلفان بنقل مباريات الفريق الوطني الفرنسي مهما وقع) نجد أن منتخبنا هان إلى الدرجة التي يمكن فيها لأول قادم إلى التلفزيون أن يعلق على مبارياته دون أدنى إشكال. ألم يعطوا لمستودع أسامة بنعبد الله قناة بأكملها لكي يفعل فيها مايشاء ويصبح "باب" الرياضة الوطنية؟ كيف سيرأفون بالمنتخب بعدها؟
"شفت الدراري نهار السبت". أعجبني تدخل نادر المياغري الذي أنقذنا مرتين أو ثلاثا من أهداف محققة لأصدقائنا الأفارقة الموسطين، وأعجبني يوسف العربي، يبدو عليه أنه لاعب أنيق واعد جدا (خصنا غير نتسناوه يطيب مزيان...باش ناكلوه) وأعجبني اللاعب لحمداوي رغم ماسيقوله الكثيرون. هذا اللاعب بالتحديد لغز كبير في المنتخب الوطني. القنوات العالمية تنقل لنا صوره كل نهاية أسبوع وهو يسجل أهدافا كثيرة مع فريقه الهولندي، ثم يرفع يديه دلالة الحمد والشكر للعلي القدير على توفيقه الذي منحه إياه، لكنه عندما يأتي إلى المنتخب يحمد الله على شيء واحد فقط: إضاعته لضربات الجزاء أو خروجه بعد أن يتضح أنه غير قادر على شيء إطلاقا. أعجبني المهدوفي. اللاعب الجديد للرجاء ولذي اتضح أنه لايتقن اللعب في مركب الأمير مولاي عبد الله. وأعجبني أساسا منصف بلخياط وعلي الفاسي الفهري.
الرجلان معا اتفقا على مايبدو أن يصليا التراويح وأن يطلبا من الله سبحانه وتعالى النصر للمنتخب. وأيقنا بفعل الإيمان الرمضاني أن الله سيستجيب لهما خصوصا وأن المنتخب سيلاعب آخر فريق في الترتيب العالمي. وفي كل مرة كانت الكاميرا تلتقط وجهي منصف وعلي كانت الهتافات تتعالى من كل الجنبات بألفاظ ساقطة للغاية تمكن تلفزيوننا من إيصالها إلينا كاملة وبالتفصيل الممل. أغلبها كانت من "السمطة للتحت" وجمهورنا معذور فيها تماما، فقد أعياه الصبر فعلا، ونفذت حيلته وأصبح غير قادر على شيء مع هذا المصاب الكبير المسمى منتخبنا الوطني.
أعجبني السيد كوبرلي. الرجل لايعرف إن كان مدربا للمنتخب أم مدربا مساعدا أم مدربا ينتظر مجيء أخيه الأكبر لكي يفسر له ماينبغي أن يفعله. عند نهاية الشوط الأول أطلق كوبرلي زفرة طويلة التقطتها كاميرا التلفزة كانت تقول كل شيء عن حال كرتنا: هي تعني "شنو ندير؟" وتعني "مال هاد المساخط؟" وتعني "مصيبة هادي"، وتعني "ولايني كارتة هادي"، وتعني كل مايمكنكم أن تتخيلوه من مصطلحات التأفف من هذه الحالة.
في الختام كيعجبني المنتخب رغم كل ماقد تقولونه عنه، لأنه الوجه الحقيقي للمغرب اليوم. "كيفاش؟" لاداعي للتفاصيل, حالتكم وأنتم مفقوصون بعد كل لقاء تقول لكم كل شيء.
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
النجاح الكبير الذي حققته دوزيم بخصوص نسبة مشاهدتها، والتميز الذي تحدث عنه الكل فيما يهم القناة الثانية التي عرفت كيف تبيع منتوجها الرمضاني مقارنة مع أصدقائنا في القناة الأولى يعود إلى الكثيرين، وعلى رأسهم مسؤول يشتغل في الظل يسمى زهير الزريوي يعرف من يقترب من القناة الثانية وعوالمها أنه دينامو فعلي في مجالي البرمجة والماركوتينغ المرتبط بها، وأنه قادر على صنع الكثير من منتوج تلفزيوني لايكون باستمرار فوق مستوى الانتقاد. بعض التنويه ببعض الأسماء التي تشتغل في الظل يبقى أمرا مطلوبا في بعض الأحايين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق