الثلاثاء، 14 شتنبر 2010

في الواجهة - عمود الإثنين 13 شتنبر 2010

فضيحة في الجزيرة
ما الذي يقع مجددا في مكتب الجزيرة الرباطي؟ ما الذي يحدث؟ وأين ستنتهي الفضائح المتتالية لهذا المكتب التي وصلت الآن حتى الجارة موريتانيا مما نشرنا تفاصيله يوم الخميس الفارط؟
الحكاية ابتدأت عندما أنجز مكتب الجزيرة في الرباط روبرتاجا حول مرضى السرطان الموريتانيين في المغرب وذلك في نهاية يوليوز الماضي, بث الروبرتاج ضمن فقرة "من الناس" و أنجزه الزميل عبد الحق السحاسح وقدم صورة عن وضعهم وقدم كضيف شخصا يسمى أحمد ولد الحضرمي بصفته رئيس جمعية مساعدة مرضى السرطان الموريتانيين بالمغرب لم تخل تصريحاته من معطيات سلبية تجاه الواقع الصحي في موريتانيا حيث اتهم السلطات هناك بإهانة المرضى, وصورها باعتبارها دولة متخلفة للغاية ترمي بمواطنيها إلى الشارع.
هذا الحدث خلق تفاعلات كبيرة وردود فعل غاضبة وصامتة لدى السلطات الموريتانية التي فضلت التريث ريثما تبلور الطريقة المثلى للتعامل معها لعلمها أن الأمر وراءه خلفيات أخرى. ولم تمر إلا أيام قليلة حتى خرج رئيس الدولة بنفسه محمد عبد العزيز بنفسه خلال استقباله للصحافيين الموريتانيين بمناسبة مرور عام على تنصيبه رئيسا للجمهورية فأدلى بتصريح شكل هو المفاجأة حيث اتهم الرئيس أحمد ولد الحضرمي بالتحايل على المرضى الموريتانيين بالخارج وبتقمص شخصية أحدهم وانتحال صفة باستعمال جواز سفره بل إن رئيس الدولة الموريتانية تعهد أمام الصحافيين بالقبض على هذا الشخص في قت قصير.
ماتوعد به الرئيس أعلنه يوم الأربعاء الفارط وكيل الجمهورية في نواكشوط من خلال تصريح رسمي قدم فيه خبر إلقاء القبض على أحمد ولد الحضرمي عند الحدود الموريتانية وهو عائد من المغرب مرورا عبر الجزائر بجواز سفر مالي. وتزامنت تصريحات الرئيس مع تقدم عدد من المواطنين الموريتانيين المصابين بالسرطان والمقيمين في المغرب بشكاوى ضد ولد الحضرمي أياما قليلة بعد بث البرناج التلفزي
الجديد في الأمر أن هذه التهمة أضيفت إليها تهمة أخرى في بلاغ وكيل الجمهورية حيث أضاف أن ولد الحضرمي سيتابع بالإبلاغ الكاذب عن سيارات مفخخة وتهديدات إرهابية محتملة ضد الجيش وضد مراكز حساسة في العاصمة الموريتانية بغاية الابتزاز والحصول على أموال مع مايمثل هذ الأمر من استقرار للأمن الموريتاني.
هنا بالتحديد دخلنا منطقة حساسة للغاية المحور الكبير فيها هو التساؤل عن حدود الإساءات التي يمكن أن تأتي من مكتب الجزيرة الرباطي لبلدنا. علينا أن لاننسى أن لموريتانيا وضعية خاصة جدا في المغرب, فهي أولا البلد المغاربي الذي تجمعنا به أفضل العلاقات, وهي ثانيا طرف رئيس في قضية وحدتنا الترابية وموقفها المتوازن يميل بشكل غير معلن لاعتبارات سياسية طبعا لصالح المغرب, ولايمكن إطلاقا أن نقبل بأي لعب في هذا الاتتجاه من شأنه أن يسيء لعلاقتنا بالجارة.
وحين نعرف أن مكتب الجزيرة الرباطي يشتغل دون مدير منذ فاتح يونيو الفارط حين غادره عبد القادر خروبي في اتجاه الدوحة عبر لندن لأنه يحمل الجنسية البريطانية إلى جانب الأخرى الفلسطينية’ نتساءل على سبيل التساؤل لاغير عن كيفية تسيير مكتب لقناة هي الأهم عربيا دون مسؤول في الوقت الذي يستحيل فيه أن تشتغل جرائد مغربية صغيرة دون وجود مسؤول عنها.
واضح اليوم أن ثمة خللا في علاقتنا بهذه القناة, فيه جزء رئيسي يعود إلى التوجيهات القادمة من التحريرالمركزي بالدوحة, لكن فيه جزءا لايمكن إهماله يتعلق بمايقع داخل المكتب الرباطي الذي تحول إلى قلعة من قلاع "معارضة" غريبة من نوعها في تعارض كامل مع الحياد الذي ينبغي على الصحافي أن يلتزم به. وإذا أضفنا لغياب خروبي الذي استدعته القناة بعد تقرير أنجزه عن وضعيته في المغرب لتعزيز تحريرها المركزي, غياب إقبال إلهامي التي عادت من مصر في الآونة الأخيرة فقط, وتوقف أو توقيف الصحافيين بنصالح والبقالي عن العمل, سنجد أن المكتب يسير بعنصرين فقط السحاسح وفاضل مايفتح المجال لكل الارتجال الواقع فيه حاليا, ومايفتح المجال أمام سؤال من نوع آخر إن لم تكن الجزيرة قد قصدت عمدا الإساءة للمغرب عبر إفراغ مكتبها ةتركه دون "قائد" بعد أن وصلت علاقتها بالسلطات المغربية إلى الباب المسدود.
المسألة تهم وزارتنا في الاتصال أيضا التي تسكت عن وضعية شاذة مثل هذه وتقبل على نفسها أن يشتغل مكتب أكبر قناة إخبارية في العالم العربي دون مسؤول عنه يتحمل مسؤولية مايتم بثه عبر هذا المكتب, مايطرح سؤالا آخر حول التصريحات والتراخيص التي تمنحها هذه الوزارة, ومدى مراقبتها لها ومدى اهتمامها بتداعياتها على المستوى الداخلي, لكن أيضا على المستوى الخارجي الذي يمس علاقتنا بدول نرتبط معها بملفات غاية في الحساسية.
شيء ما ليس على مايرام في كل هذا الملف منذ الخطأ الكبير لنبيل بنعبد الله يوم سعى بكل الوسائل لتمكين الجزيرة من موطئ قدم في هذا البلد, وحتى اللحظة الحالية التي لانعرف فيها كيف ستنتهي العلاقة بين الطرفين, وهل ستنتهي أصلا؟ أم أنها ستظل على نفس الموجة من التوتر المسيء للبلد أولا ولجيرانه الآن انطلاقا من أرضه, وهذا هو الجديد القطري هذه المرة, في انتظار المزيد طبعا.
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
تنويهنا بقسم البرمجة في دوزيم بقيادة زهير الزريوي لم يمر دون إثارة بعض النقاش. قراء نبهونا إلى أن قسما آخر بالقناة يستحق التنويه على عمله فعلا هو قسم التخييل بقيادة نجيب الرفايف الذي استطاع تقديم منتوج متنوع حاز إعجاب الناس بكل آو بآخر، فيما آشار آخرون إلى أن القناة التي يبغي أن يدق ناقوس الخطر بخصوصها هي قناة "السادسة" التي تبث في مساجد المملكة ورغم ذلك لايشاهدها أحد، في الوقت الذي تحظى فيه إقرأ وقنوات الخليجيين الدينية بنسبة مشاهدة خرافية داخل المغرب.
اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق