الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

تصرفيقة فلسطينية !

صفعة حقيقية وجهها جلالة الملك لكل المزايدين على دفاع المغاربة عن قضية فلسطين ممن تلقفوا الخبر القائل بأن جلالته سيستقبل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز . الموقف الملكي كان واضحا للغاية: مرحبا ببيريز في المغرب...لكن بعد وقف بناء المستوطنات.
موقف ينخرط فيه المغرب باستمرار، ويؤكد تناغمه مع ذاته باعتباره بلدا يؤمن بأن السلام هو الحل لقضية الصراع في الشرق الأوسط مهما علا صوت السلاح وتجبر، لكن المؤمن أيضا أن على إسرائيل أن لاتساعد المتطرفين في الجانب الفلسطيني على إضعاف القدرات التفاوضية للسلطة الوطنية الشرعية في فلسطين التي تجد نفسها وحيدة ومعزولة في وجه كل مايقع للقضية الفلسطينية من تطورات.
وقد أدهشني فعلا موقف أحد الأصدقاء وفتح عيني على حقيقة تاريخية لاأعتقد أننا في المغرب فكرنا فيها يوما وهي المتعلقة بموقف الفلسطينيين منا ومن الاحتلال الموجود في بلدنا. قال لي ذلك الصديق "تخيل، أننا لم نسمع في يوم من الآيام أي تشكيل من التشكيلات السياسية الفلسطينية يعبر عن تضامنه مع المغرب في وجه الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلية". بقيت صامتا أتأمل وجه ذلك الصديق، قبل أن يضيف "بل إنهم لم يتجرؤوا أبدا على معارضة الجزائر فيما تفعله بالمغرب في صحرائه، ولم يفتحوا فمهم يوما لكي يقولوا لحكام الجار إن ماتفلعونه بالمغرب سيء للغاية، ويدل على أنكم لاتريدون مغربا عربيا هادئا في يوم من الأيام".
اختلقت الكثير من الأعذار لكي أرد على ذلك الصديق نها أن الفلسطينيين مشغولون بما هو أهم، أي تحرير أرضهم، وبعدها لكل حادث حديث، ومنها أننا لايمكن أن نطالب شعبا يموت كل يوم عشرات المرات على يد إسرائيل بأن يتضامن مع شعب يعيش في أرضه بهناء وطمأنينة، ومنها أننا إذا أردنا أن نطاع علينا أن نأمر بما يستطاع، وواضح هنا أن الإخوة في فلسطين ليست لديهم القدرة - خصوصا في تاريخ وزمان آخرين - على قول لا للجزائر التي كانت تحتضن مؤتمرات منظمتهم، وكانت تعطيهم الكثير من المال.
ذكرني صديقي أن بيت مال القدس الذراع المالي لوكالة القدس هو الجهة الوحيدة لتي بقيت منتظمة في أداء الواجبات لصالح فلسطين، وأن الاعتراف أتى من طرف الأعداء قبل الأصدقاء بأن المغرب لم يمل ولم يكل من مساندة الكفح الفلسطيني، وأنه بقي البلد الوحيد عربيا الذي لم يربط يوما بين مزايدات سياسية وبين دعم لامشروط للعشب الفلسطيني ونضاله العادل. وفعلا أفحمني ذلك الصديق ووجدتني أردد الكلام المغربي الشهير "حنا المغاربة دايرين بحال هاكا، ماعندنا مانديرو".
كلام لم يمنعني بعد فراق ذلك الصديق من التفكير مليا فيما قاله، وتذكر ذلك الخطاب الشهير للراحل الحسن الثاني عن الفلسطينيين يوم اصطفوا إلى جانب الليبيين والجزائريين ونددوا بالمغرب (الدولة التي استضافتهم ورحبت بهم دون منة أوتفضل) ويومها قالها الحسن لثاني رحمه الله مدوية وكان يقصد بها أبا عمار رحمه الله هو الآخر "اللي عاود ذكر ليا الفلسطينيين..." والتتمة يتذكرها من استمعوا لذلك الخطاب أو من تابعوا قليلا من التاريخ المرتبط به.
تذكرت أيضا عدد المزايدات الفارغة التي أدخل إليها الكثيرون بلدنا باتهامه بالتطبيع السري مع إسرائيل، واتهامه بالتعاون معها لإدخالها إلى العالم العربي، واتهامه بأنه سبب كثير البلاءات التي مست الجسم الفلسطيني رغم أننا بعيدون جدا عن فلسطين وكان من الممكن أن نمثل دور من لايسمعون عنها إلا في نشرات الأخبار بين الفينة والأخرى، لكن المغرب اختار الحل الأصعب فعلا: أن يكف عن التفرج في الدم الفلسطيني وهو يسيل وأن يبذل قصارى جهده لكي يجد لهذه القضية حلا سليما هو الذي يدوم في نهاية المطاف.
طبعا هناك محترفو "الغوات" من عبدة المظاهرات الذين يتمنون أن لاتتوقف نافورة الدم الفلسطيني عن السيلان، والذين يعتبرون فلسطين رسما تجاريا يزايدون به على الجميع كل مرة. هؤلاء لايريدون حلا سلميا لأنهم لايتصورون شكلهم بعد حل قضية فلسطين، لايعرفون أي شعار سيحملونه حينها، وأي صراخ سينخرطون فيه، مثلما لايتخيلون وجود العالم دون قضية بعيدة عنهم لايتضررون من آثارها المدمرة لكنهم يستغلونها لكي يبقوا على قيد الحياة السياسية.
هؤلاء و أمثالهم وهم موجودون لدينا في المغرب ومنتشرون في كل مكان من العالم العربي، وقد وجد الرئيس الفلسطيني أبو مازن الرد المفحم عليهم في قمة سرت الأخيرة حين خاطب الرئيس السوري بشار الأسد الذي يدعي أنه يقود تيار "الممانعة" وقال له في صفعة فعلية "إذا كانت الدول العربية تريد الحرب فلتعلنوها ونحن سنكون معكم، لكن رجاء لاتقاتلوا بنا، كفاكم قتلا لنا"
فعلا ماأحوج شعبنا الفلسطيني اليوم لقولها للكثيرين "لاتقاتلوا بنا وكفاكم قتلا لنا". أيها الكاذبون
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
من رأوا لقاء الترجي التونسي والأهلي المصري والمجزرة التحكيمية التي حدثت فيه وأهدت للترجي تأهلا غير مستحق للنهاية ومن رأوا الحكم الذي قاد لقاء الفت الرباطي والصفاقسي التونسي وهو يختال في الملعب "بكرشه الكبيرة" ويجد صعوبات كبرى في متابعة أطوار المباراة أو الوقوف قرب الموقع الذي توجد فيه الكرة، فهموا أن مسارات كبرى تنتظر الكرة في قارتنا الإفريقية من أجل العثور على موطئ قدم في الخارطة الكروية العالمية.
سنظل لسنوات مقبلة منجما لتصدير المواهب الكروية للآخرين، فقط لاغير، وهذا بفضل مافيا السيد عيسى حياتو ومن معه. هكذا وبكل اختصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق