الأربعاء، 3 نونبر 2010

"الجهاد" النقابي !

ليست هذه هي المرة الأولى التي ترد فيها النقابة الوطنية للصحافة المغربية على مقال يهم أحد قيادييها ببلاغ صادر عن مكتبها الوطني أو النقابي إلى الدرجة التي تدفع فعلا إلى التساؤل إن كان الهدف من هذا التصرف هو دفع جميع الأصوات المخالفة إلى الصمت عن النقابة وعن كل ماتقوم به سواء كان سلبيا أم إيجابيا.
هذه المرة تلقينا بيانا مما يسمى المكتب النقابي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بالقناة الثانية ينتقدنا على عمود "في الواجهة" الصادر بتاريخ الجمعة 29 أكتوبر, ويرد على ماوصفه بالمغالطات التي تضمنها العمود, وأجملها البيان في ثلاث نقط سنعرض لها بالتفصيل, وإن كنت أستغرب قدرة هذا المكتب على صياغة بيان بعد "الشرشحة" التي تعرض لها على يد نقابيي القناة الثانية, والخروج غير المظفر كثيرا الذي عاشه نقابيو زميلنا يونس مجاهد رفقته مما شاهدناه جميعا على اليوتوب, ولاأرى أي داع للعودة إليه, لأن ماوقع فيه كاف وزيادة للحديث عن الوضع النقابي داخل القناة الثانية لمن كان ذا نظر وعقل سليمين, علما أن الأمر يهم زملاءنا هناك, ولا دخل لنا به لا من بعيد ولا من قريب.
البيان الذي يتحدث عن "شي كاتب المقال", دون ذكره ولا ذكر إسم عموده, مايكشف التشنج غير الطيب كثيرا الذي يطبع بعض الخطوات "النضالية" لأصدقائنا, يقول إن النقابة الوطنية حاضرة في القناة الثانية منذ منتصف التسعينيات, وأن عدم تفعيل المكتب النقابي بها راجع إلى الضغوطات التي مارستها الإدارة العامة السابقة. كما يوضح البيان أن عدد المنتمين للنقابة يفوق 120 فردا داخل دوزيم وأن هؤلاء لايريدون تغيير الانتماء النقابي للقناة ولكن يطالبون بحقهم في تنظيم أنفسهم نقابيا مثلما يشاؤون. ويختم البيان بأهم نقطة أثارت غيظ كاتبه أو كتابه وهي نفي قدوم يونس مجاهد بمعية فيصل العرايشي إلى القناة الثانية, مؤكدا أن حراس الأمن بالباب الرئيسي شهود على عدم صحة هذا الأمر.
نحن لن نستدعي أصدقاءنا من حراس الأمن لكي يشهدوا على صحة هذا الكلام أو عدمهو لكننا سنستدعي الصورة الشهيرة التي طافت اليوتوب والتي تظهر يونس وهو يخرج من المصعد بعد فيصل مباشرة, علما أننا حين قلنا إنه أتى إلى القناة رفقته لم نقصد أنهما التقيا في منزل أحدهما ومن ثمة حلا بالقناة, ولكن قلنا إنهما أتيا بغرض موحد معا, ومشكل فهم المكتوب ليس مشكلنا نحن على الإطلاق, لكنه مشكل من يورطون أنفسهم في معارك "نضالية" يتلقون عقبها هزائم مهينة بالفعل.
بالنسبة للنقطتين السابقتين في البيان, فأستطيع أن أدعي أنني أعرف قليلا دواخل القناة الثانية, وأعرف أن تواجد النقابة الوطنية بها منعدم تماما إلا من بعض الأسماء التي لم تجد نفسها في التنظيم النقابي المسيطر, أما بخصوص تغيير الانتماء فلاارى أي سبب لنفي هذه المسألة طالما أن محاولة الثلاثاء الفارط كانت بغرض تشجيع نقابيي النقابة الوطنية على فرض أنفسهم داخل القناة ولو "بالوجهيات" وهو الأمر الذي تعسر في انتظار محاولة أخرى, ولاينبغي للإنسان أن ييأس من أول أو ثاني محاولة.
بغض النظر عن كل هذا أجد نفسي حزينا وأنا أرد على نقابة كان من المفروض أن تكون نقابتي ونقابة كل الصحافيين, وكان من المفروض أن نجدها قربنا في اللحظات الصعبة, لا أن تسبنا في البيانات تلو البيانات فقط لأننا نعبر عن رأي مخالف لرأي مالك مفتاحها الرئيسي. كما أنني أحس بغير قليل من الخجل وأنا أرى نقابة للصحافيين تحتمي بالرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لكي تستطيع الدخول إلى القناة الثانية, علما أن فيصل العرايشي كان ملزما باتخاذ موقف الحياد, وكان ملزما بترك نفسه فوق كل هذه الصراعات مادام قد عين مدراء عامين للقنوات التابعة له, هذا هو دورهم الأساسي, عوض أن يجالس هو النقابيين وأن ينزل معهم في مصعد واحد لكي يجد أغلبية العاملين في القناة يقولون له "العرايشي سير فحالك, دوزيم ماشي ديالك".
وبالقدر الذي أعرف به الرجل, وأعرف حسن نيته, وإقدامه على السير حتى النهاية في القرارات التي يتخذها بالقدر الذي أطرح فيه السؤال عن الجهة التي ورطته في هذه الورطة, والتي أفتت عليه أن يذهب للقناة الثانية ضد أغلبية العاملين فيها لكي يجالس مكتبا نقابيا لايمثل أكثر من 120 فردا داخلها. وأتمنى فعلا أن لاتكون الفتوى قد صدرت من مقربين منه يدعون أنهم يخدمونه, لأن الأمر لو صح سيكون دليل عدم إمكانية الثقة في أي كانو حتى لو كان من أقرب المقربين, و"الله أعلم عاوتاني".
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
تتويج فيلم "الجامع" للجميل داود أولاد السيد بالتانيت البرونزي لمهرجان قرطاج السينمائي ليس حدثا عاديا يتكرر باستمرار، بل هو اعتراف فعلي بموهبة داود وببحثه المغاير عن سينما مغربية أخرى ممكنة، وكذا بتنقيبه الدائم عن إضافة فعلية يقدمها في كل عمل سينمائي يقدمه.
تتويج "الجامع" هو أيضا تتويج لسينمانا المغربية الجديدة التي تنحت في الصخر والتي تقدم تجارب لايجب أن نضعها جميعا في سلة واحدة، ولا يجب أن نقلد العدميين في تقديمها بشكل واحد قصد تدميرها فقط لا بقصد آخر نهائيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق