الأحد، 14 نونبر 2010

خالة الملك؟!

كلما فتحت جريدة أو مجلة هذه الأيام تقرأ عن خالة الملك التي فعلت شيئا ما، إلى الدرجة التي تدفع المرء إلى التساؤل : ما الذي أتى بالملك إلى هذا النقاش؟
السيدة التي ترتكب الكثير من الأخطاء اليوم إسمها حفصة أمحزون، وارتكابها لهذه الأخطاء هو الذي يدفع بها دفعا نحو صفحات كل الجرائد والمجلات، وهي تستحق فعلا هذه المعاملة من طرف الصحافة، لكن الكل يعرف أن جلالة الملك ليس راضيا على مايقع في خنيفرة من طرف أقرباء له، والدليل هو أن لاأحد تدخل لكي يطلب من الصحافة المغربية أن تكف عن تناول هذا الموضوع لأنه يهم خالة الملك.
بالعكس، الموضوع سائر أمام القضاء، والوقفات الاحتجاجية مستمرة في خنيفرة التي كانت تعاني منذ القدم من تصرفات بعض النافذين من أمثال هذه السيدة، والصحافة تفضح مايقع في خنيفرة لذلك علينا أن نتمثل جيدا الآية التي تقول بأنه "لاتزر وازرة وزر أخرى""، وأن نكف عن هذا الربط الذي لايهدف لشيء إلا لإساءة مجانية لرمز لاعلاقة لها بما قد تقوم به قريبة هي الآن آمام القضاء الذي سيقول كلمته فيها.
الأمر يشبه إلى حد بعيد إبن وزير أو مسؤول سام أو شخصية مشهورة يتورط في شيء ما، ولأن الإبن لايهم الصحافة لا من قريب لا من بعيد، فإن "إسقاط الطائرة" يستهدف قصدا إقحام تلك الشخصية المشهورة في الحديث حتى ولو لم تكن لها أي علاقة بالحادث موضوع النقاش. الأمر يسمى حينها ظلما حقيقيا، واعتداء على الشخصية التي جرتها القرابة الظالمة إلى أن تسمع بورود إسمها في نقاش لم تختره وليس لها أي يد فيه.
نقاش حفصة أمحزون في خنيفرة هو نقاش يقول لنا كل شيء عن صورة المغرب اليوم. في القديم وفي السابق وفي السنوات التي لم نعد نتذكرها الإن، كان يكفي أن يكون إبن عم خالة زوجتك فردا من أفراد القوات المساعدة لكي تفعل في الدوار ماتشاء دون أن تخشى شيئا. وكان ممكنا أن تصبح إمبراطور القرية إذا كان قريب لك يشتغل في البلدة، والكل حينها سيحترمك وسيقدرك وسيتذكر أنه بحاجة إليك من أجل عقد ازدياد أوشهادة للسكنى أو ماشابه.
أما اليوم، وفي المغرب الذي يشكك الكثيرون في أنه تغير، يمكن أن ترتكب سيدة مثل حفصة أمحزون، وهي قريبة ملك البلاد ماترتكبه من أفعال، وستجد نفسها في اليوم الموالي على صفحات كل الجرائد، وسيجرها سكان المنطقة التي تسكنها إلى ساحة القضاء، وستجد عائلتها صعوبة كبرى في البقاء هناك لأن الكيل طفح بالناس، ولأن الظلم لم يعد أمرا مقبولا أن نسكت عنه في المغرب الجديد بعد كل ماتجرعه المغرب من أجل إصلاح الحال والقطع مع الماضي من السنوات.
ولعل هذه القضية تعد أفضل من عشرات التقارير التي تصدرها المؤسسات الحقوقية العالمية التي لاتعرف شيئا عن وطننا إلا مايصل إليها من بعض الحاقدين، لكي نستدل به على أننا غيرنا وجه البلاد فعلا، ودخلنا بها زمنا آخر من الممكن فيه أن نشعر بالتساوي ولو كان جزء منا مواطنين عاديين، وكان الجزء الآخر مواطنين يعتقدون أنهم سامون بحكم القرابة التي لافضل لهم فيها إلا بالازدياد لاغير.
لذلك يبدو حسنا لو أقمنا الفروق بأنفسنا دون أن يطلب منا أحد ذلك، بين من يرتكبون هذه الأفعال وبين قرابتهم التي لادخل لها بالموضوع. طبعا لو ثبت أن لهذه القرابة تدخلا فيما يفعلونه حينها لن يقول أحد شيئا أما ونحن نلاحظ أن أول الغاضبين على تصرفات قريبته في خنيفرة هو جلالة الملك، فأعتقد أنه من العيب أن نواصل هذا الربط دون أدنى سبب منطقي له. وأعتقد أنه من المخجل أن نعطي هذه الفرص بأنفسنا لقناة مثل "الجزيرة" تبحث الآن للمغرب عن كل ماقد يسيء له لكي تخصص موضوع نشرتها المغربية التي انتهت لهذا الموضوع، وأن تستجدي من هيثم مناع تصريحات بخصوص موضوع ليس له عنه أي معطيات فقط لأن أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان رفضت أن تشارك في نقاش الجزيرة، في الوقت الذي وجد فيه هيثم وهو المعروف بحقده الكبير على المغرب، الفرصة لكي يصفي مايعتبره حسابات عالقة بيننا وبينه.
علينا أن نكبر لأن المغرب في مرحلته الحالية هاته، تتصيده جهات كثيرة من هنا ومن هناك، وإذا ماكانت نيتنا حسنة حقا في نقد الظواهر السلبية في الوطن، والتنويه بالإيجابيات فعلينا قولها بصراحة: المغرب الذي يسمح بمحاكمة قريبة للملك لأنها ارتكبت مايتطلب ذلك هو المغرب الذي نريده فعلا. أما المغرب الذي يزج باسم الملك ظلما وعدوانا في قضية لاعلاقة له بها فقط لكي تبيع هذه المجلة بضعة نسخ إضافية، أو لكي يصفي مالك جريدة أخرى حسابا لا يستطيع تصفيته بشكل مكشوف، ففي المسألة جبن لاعلاقة له بخصال المغاربة الحقيقية، وأعتقد أن الأمر واضح جدا ولا يتطلب المزيد من التوضيح .
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
تصالحت الوداد وشباب الحسيمة في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ كرتنا الوطنية، ويبقى الآن أن يعمل "علماء" جامعة الكرة على مصالحة جمهوري الفريقين لأنه وحسب علمنا الجمهور الذي هو الذي اشتبك مع بعضه، وليس الناديين.
بعض التخريجات التي تصل إليها جامعة الكرة لترضية خاطر بعض النافذين هي تخريجات تقول لنا كل شيء عن جامعة ابتليت ب"عالم" و"غيبي" من الفوق، في انتظار ماسيأتي من إنجازات مقبلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق