الجمعة، 5 نونبر 2010

"مكونين وصافي "!

ما الذي يقع في المعهد العالي للإعلام والاتصال؟ لايقع أي شيء, وهنا أس كل الإشكال. ليس مقبولا من معهد يعنى بتكوين من سيتحولون إلى صحافيي المستقبل أن يعيش حالة الموت الحالية التي يحياها, وليس مقبولا منا أن نصمت جميعا في انتظار أن ينتهي من يكفنون "ليزيك" الآن من عملية التهييء للدفن الأخير. أصدقاء كثر لنا فيهم من تخرجوا من المعهد وقطعوا العلاقة معه, وفيهم من لازال يدرس فيه "رغم كل شيء" ينقلون لنا عنه صورة قاتمة للغاية, مفادها أن المعهد أوقف كل حركته لكي يتحول إلى مؤسسة كل همها اليوم أن تبحث عن مدير. وآخرون يعبرون المعهد بطريقة أو بأخرى يقولون لنا إن المؤسسة توقفت عمليا عن تهييء الخلف الصحفي للمستقبل, وتفرغت لبناء "السيفيهات" الشخصية الكاذبة لأشخاص يعتبرون أن أفضل أمر يمكن أن يقع لهم في حياتهم الآن هو أن يتحولوا إلى "شيفان" لهذه المؤسسة
الأنكى من هذا أن زملاءنا من خريجي الدفعة الأخيرة من "ليزيك" لم يتسلموا شهادة تخرجهم من أيدي أساتذتهم, ولا من أيدي صحافيين اشتغلوا في أبحاث تخرجهم على مقالاتهم أو تحقيقاتهم أو ماشابه. لا. الأغلبية تسلمت الشهادة التي تثبت أنها أصبحت صحافية بحكم المعهد, من أيدي موظفين بسطاء من وزارات لاعلاقة لها بالإعلام, وأهلها أتوا فقط لملء الشغار الكائن في المعهد اليوم, الذي يحول كل من يمر من هناك إلى متشائم من الحال, راغب في عدم النسبة إلى هذه البناية التي كانت في السابق من الأيام تثير فخر المنتسبين إليها, وأضحت اليوم سببا في تخفيهم عن الأنظار لكي لاينتبه إليهم المهتمون, ولا يحملونهم مايسمعونه من أخبار عن المعهد حاليا.
لماذا كل هذا؟ أساتذة المعهد وقدامى الخريجين منه يقولون إنهم لايفهمون نهائيا السبب, ويعتبرون أن هناك رغبة في إفراغ المؤسسة من أي قيمة علمية لها راكمتها على امتداد السنوات وكانت السبب في تخرج خيرة صحافيي هذا البلد منها. لكن المتتبعين لما يجري في المعهد يرون أبعد من كل هذا فيما يجري, ويقولون إن هناك توجها نحو تكريس الفكرة التي تقول إن الصحافة في نهاية المطاف ليست المهنة التي تتطلب ممارستها كل هذا العناء في التكوين. يكفي أن ترغب في ذلك, والبقية سهلة بكل تأكيد, هي تعتمد فقط على الكثير من التجرؤ على كل شيء.
الكارثي في المسألة _ ونحن نعيش ماتعيشه الحرفة يوميا _ هو أننا نحتاج إلى أكثر من معهد واحد رصين لتكوين صحافيي مستقبلنا المغربي, لا بل وتكوين العديد ممن يمارسون المهنة دون توقف كثير عند تفاصيلها ممن أصبحوا أسماء فيها اعتمادا على حالة الفراغ التي يعيشها مشهدنا الصحفي المسكين. ولا نرى صراحة مايدل على وضعية صحافتنا اليوم أكثر من عديد المقالات التي تصدر, وأكثر من حالة جرائد تنتهك فيها أخلاقيات المهنة, وتنتهك الأجناس الصحفية وينتهك كل ماقد يمت للحرفة بعلاقة, ورغم ذلك لاإشكال. بل بالعكس "سامارش" مثلما يقول الفرنسيون. والقارئ المغربي المسكين الذي شرحت له جهة ما _ لانعرفها بكل صدق _ أن الأساسي في الصحيفة الجيدة ليس مرتبطا على الإطلاق بما تقدمه, ولا بالشكل الذي تقدمه به, بل الأهم هو أن ترد معه كلام الشارع الذي يسمعه, وماعدا ذلك ليس أمرا ينبغي التوقف عنده نهائيا.
لذلك يبدو لنا من بعيد مايعيشه "ليزيك" أمرا غير طيب, ودلالة على أشياء أسوء قادمة. ولكم كنت أتمنى أن أقرأ لزملاء خريجين من هناك, عبرو المؤسسة أو لازالوا فيها لحد الآن مايفيد هلعهم على مستقبل التكوين الصحفي الوطن, وخوفهم على مؤسستهم, لكننا ابتلينا في المغرب بآفة عدم الرغبة في الخوض في أشياء قد تزعج, وتحفظ الأغلبية, حتى المعنية أكثر منها بموضوع ما, عن التطرق لمثل هذه المواضيع, لأن التوافق الزائف الذي يفرض علينا أن نعيشهه في مشتركنا الجماعي, يحتم علينا أن ننتقد فيما بيننا ظواهرنا السلبية, وأن نختم بجملتنا الرديئة والشهيرة "خللي داك الجمل بارك", علما أن هذا الجمل المغربي "برك" بما فيه الكفاية ولو أردنا اليوم مساعدته على الوقوف لما استطاع لأنه أصبح كسيحا لفرط السنوات التي أجلسناه فيها.
مايقع في معهد الإعلام اليوم مجرد صورة مصغرة عما يقع في مشهدنا الإعلامي كله, وربما وجب أن يعرف المتتبعون أن البحث الذي أجري حول بعض المرشحين لشغل منصب مدير المعهد أفضى إلى أن أحدهما "كيربي بيبي", والثاني يشغل أوقات فراغه "بتاطاشرونيت", وبين "بيبي والبني" وبين الصحافة لاتوجد إلا مسافة صغيرة على مشهدنا الإعلامي أن يتوكل على الله, وأن يقطعها, فمالجرح بميت إيلام, فالتكوين أضحى "تكوانا" والله أعلم على كل حال
ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق
يحقق فريق الفتح الرباطي حاليا نتائج متميزة للغاية، وهو يوجد على مرمى لقاء واحد من نهاية كآس الاتحاد الإفريقي وهي منافسة لم يسبق له في تاريخه أن وصلها. عودة الفتح لرباطي إلى لواجهة إصلاح لخطأ وجرم كبيرين ارتكبا في وقت من الأوقات فرضا على الفتح، فريق الرباطيين الحقيقيين، أن يختفي لكي يحتل فريق لامحل له من الكرة هو الجيش الملكي الصدارة دون وجه حق رغم أن مكانه هو الدوري العسكري وليس البطولة المدنية.
نقطة حسنة لمن فكر في إعادة الفتح لرباطها والرباط لفتحها، و"الله يكمل بخير".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق